٣ شهادة هيلاري
إذن، ماذا كان عليّ أن أفعل؟ لقد عصيت شريعة الله من قبل وإني لأقف الآن أمامه مذنباً‮.‬ ولكني بكل بساطة توجهت إلى المسيح ودعوت باسمه ليخلصني.
‮"‬يا رب، صحيح أنني لم أؤمن بك أبداً من قبل، ولكني الآن أؤمن‮.‬ يا رب، أنا أؤمن: من فضلك أعني في أسئلتي التي تتعلق في إيماني الجديد."
قبل ألفين وثمانمئة سنة وعد الله يوئيل النبي بأن أي شخص يدعو باسم الرب سينجو ‮(‬يوئيل 32:2) وآمن بطرس الرسول بوعد الله هذا فكرر الوعد نفسه في بدء رسالة الإنجيل بعد قيامة يسوع المسيح.
وفي ذلك اليوم من ربيع سنة 1939 حصلت أنا على الخلاص وبذلك برهنت على أن وعد الله هو حقيقي.
إن معرفةَ الله من خلال المسيح يسوع هي عملية طويلة الأمد ومستمرة إلى الأبد‮.‬ ولكن، نظراً لطبيعتنا البشرية العنيدة وبسبب ميلنا إلى التمرد، غالباً ما نضيع في متاهات الحياة هنا على الأرض وعدد كبير منا يموت قبل أن يحصل على السلام الكامل والبركة وراحة الفكر، وقبل أن ينعم بالمشاركة الفعلية في الحياة المسيحية الخاضعة لله‮.‬ لقد قضيت هناك إحدى وثلاثين سنة بين ربيع عام 1945 وربيع عام 1976 ولكن نعمة الله كانت أعظم من كل ذنوبي‮.‬ ففي الوقت الذي أراد الله له أن يكون قام هو بتجديدي واحتضاني أنا وكل أفراد عائلتي تحت بركته.
لقد سبق وأن نشرنا رواية عن كيفية تعامل الرب مع عائلتنا وذلك في شهادة رسمية في كانون الأول من سنة 1981 حيث أعلنت في ذلك الوقت ما يلي:
أشياء عظيمة حدثت لعائلتنا خلال السنوات الخمس الماضية لم يكن لنا فيها يد وكان الله كريماً جداً معنا‮.‬ كان كل ما فعلناه هو أننا قد عقدنا العزم على التجاوب مع الرب.
حتى السنوات الخمس الماضية، عشنا متجاهلين حقيقة وجود الله‮.‬ لقد نشأت أنا في عائلة مسيحية وأصبحت مسيحياً في سن الرابعة عشر وبعد ثلاثة شهور بدأت الحرب العالمية الثانية.
وعندما بلغت العشرين من عمري، كنت قد تركت مسيرتي مع الرب‮.‬ وعندما أنهيت دراستي لمادة الفلسفة في جامعة برتش كولومبيا، وصفت نفسي بالغنوصية وبالانتماء إلى المذهب العملي الإنساني‮.‬ لقد أثبت بسلوكي ذاك مرة أخرى أنه لا يمكن لأحد أن يعيش حياة سليمة ومعقولة بدون الإيمان بالله‮.‬ آنذاك أصِبتُ بمرض انفصام الشخصية‮.‬ وفي خريف سنة 1957 ، ستة أشهر بعد أن وجدت شريكة حياتي جوان، أُدخلتُ إلى مصح الأمراض العقلية.
شهادة هيلاري ٤
وقضيت السنوات العشرين التالية من عمري داخل المصح وخارجه ما أكاد أخرج منه حتى أعود إليه، كما كان يتوجب علي أن أذهب إلى الطبيب النفساني كل أسبوع، لتلقي العلاج بالصدمات الكهربائية، والعلاج بالأنسولين، ورغم ذلك لم يكن هناك أي تقدم يُذكَر‮.‬ ولكن فجأة ومنذ ما يزيد عن الخمس سنوات، وبالضبط في حزيران من سنة 1976 ، أعادني الرب إلى الإيمان به.
نقطة البداية على طريق هدايتي كانت آية واحدة من الكتاب المقدس‮.‬ هذه الآية أثارت انتباهي في مؤتمر الأمم المتحدة للمحافظة على البيئة الحيوانية والنباتية في شاطئ جريشو في حزيران عام 1976 ‮.‬ كانت الآية من كتاب المزامير العدد الأول من الإصحاح 127 والتي تقول: "إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ."
وعرفت فوراً أين يكمن الحل لكل مشاكلي‮.‬ وقررت أن أضع حياتي وحياة عائلتي بين يديه.
ومنذ تلك اللحظة تسلّم الله أمور حياتنا وحتى يومنا هذا لم ترَ عائلتنا إلا الخير‮.‬ في بدء الأمر أعادني الرب إلى قراءة الكتاب المقدس مرة أخرى‮.‬ وخلال ستة أشهر لم أعد بحاجة إلى الطبيب النفساني فاستغنيت عنه وعن أدويته‮.‬ كذلك أعادني الرب إلى المشاركة في اجتماعات الكنيسة كل أسبوع، تلك الكنيسة التي تركتها منذ ثلاثين عاماً‮.‬ وبدأت أعرف فرح الشركة مع المسيح مرة أخرى.
بدأت زوجتي وأولادي يلمسون تحسناً إيجابياً في حياتي‮.‬ ولقد دفعهم ذلك إلى التفكير‮.‬ بعد ذلك، في تشرين الأول من عام 1978 ، صدف وأن ذهبت ابنتي الكبيرة "ديان" إلى خلوة روحية برعاية الكنيسة المعمدانية في جزيرة فانكوفر لترجع إلينا بشخصية مختلفة تماماً‮.‬ وكان أمراً مثيراً للبهجة، لأنه كان إشارة بأن الرب قد بدأ يستجيب لصلاتنا.
وفي الصيف التالي، في مخيم مسيحي في أوكاناجان، أقدمت زوجتى جوان وابنتي الصغيرة آرلين على الإيمان بالله بنعمة يسوع المسيح، واعتمد الثلاثة في كنيستنا الصغيرة بفانكوفر، بريتيش كولومبيا.
وكان الرب كريماً معنا يوماً بعد يوم‮.‬ الحياة المسيحية هي عمل عجيب دائب إلى اللانهاية‮.‬ حياة مثيرة للغاية‮.‬ والجميل في هذه الحياة أنها لا تتوقف بالموت‮.‬ إذ أنّ الموت في الحقيقة هو البداية فقط.
كتبت بيد هيلاري س.

النهاية