كلاهما يستحضران المسيح أمام قلوبنا بل بالحرى يستخدم الروح القدس الكلمة لاستحضار المسيح أمام قلوبنا وبذلك ننمو فى النعمة وفى المعرفة الشخصية بالمسيح نفسه.

لكن مرة أخرى نعيد القول أنه لا تدرج فى مسألة أمننا وخلاصنا. فالرجل الغريق وهو فى الماء كان يحتاج إلى خلاص ولو لم يُنقذ لكان الهلاك من نصيبه ولكنه خارج الماء وقدماه على الشاطئ هو خالص وفى أمان من الهلاك.

هكذا ونحن فى خطايانا نحن غير مخلصين. أما ونحن خارج خطايانا بسبب دم المسيح الكريم نحن مخلصون. ومن وقت إيماننا يتخذ الروح القدس مسكنه فينا. وأى شهادة أقوى من شهادة الروح بأننا مؤهلون لمحضر الله. أليست سكناه فى أجسادنا أقوى من كلس شهادة.

لكن لنتيقن هذا أن الروح القدس يسكن فينا ليس بسبب ما نحن عليه فى ذواتنا بل بسبب قيمة الدم المبذول لأجلنا. كان الزيت قديماً ( وهو رمز الروح القدس ) يوضع على الدم ( دم ذبيحة الإثم التى يُقدمها الأبرص المتطهر ) وليس على جسده مباشرة ( لاويين ١٤‏:١٧ ).

الصعوبة الرابعة

إثمى أعظم من أن يغتفر

يقول سامعى : " أخشى أن أكون خاطئاً وأعظم من أن أخلص وأشر من أن أستحق الرضا ولست أهلاً لأن أدخل فى علاقة مع الله على أية حال "

اسمعنى أيها الصديق: يُخشى أن ألوفاً فى جهنم كانوا يفتكرون فى أنفسهم أنهم طيبون وصالحون ومحسنون جداً وأبعد ما يكونون عن الهلاك، إلى أن تجرعوا هذه الحقيقة المرة المتضمنة فى معنى الهلاك بعد أن مالت شمسهم وراء غروب يوم النعمة. ولكن بكل يقين مؤكد لا يوجد بين ملايين المفديين فى المجد واحد بمفرده يستطيع أن يقول إنه وصل إلى هناك لأنه كان على الأرض صالحاً مؤهلاً للخلاص. هناك يوجد الرسول بطرس الذى مرة قال عن نفسه إنه " رجل خاطئ ". وهناك يوجد الرسول بولس الذى اعترف عن نفسه أنه " أول الخطاة " وهناك باقى المؤمنين المُخّلصين بالنعمة - وبالنعمة وحدها.

والحقيقة هى أن فكرة استحقاق الخلاص فكرة طبيعية تنبت فى قلب الإنسان الطبيعى تماماً كما تنبت الحشائش المرة والضارة فى بستان مهجور. والشيطان يعرف كيف يستفيد من هذا ويعرف كيف يُخفى عن عينى الإنسان جمال " نعمة الله المتنوعة " التى بها وحدها يستطيع أن يخلص. إن الشيطان يكره الحديث عن قصة نعمة الله، لأن نعمة الله لا يمكن أن يُعلن عنها بدون الإعلان عن أمجاد الفداء الذى بيسوع المسيح. النعمة

٢٤     ٢٥