٤٤ معجزة القرآن

و المعجزة الكبرى تكون فى التعليم ، موضوع الوحى و التنزيل : اعجاز فى الهدى و العقيدة ، اعجاز فى الشريعة ، اعجاز فى العلم بغيب " الكونيات " ، اعجاز فى التاريخ ، يكشف أخبار الخلق و التكوين ، أو أخبار الامم و الانبياء الغابرين ، كما يفعل القرآن فى قصصه ، أو يكشف أوصاف اليوم الاخر و المعاد . تلك هى المعجزة التعليمية أو الموضوعية .

فى ذلك تكون المعجزات الحقيقية ، بأنواعها الاثنى عشر .

فهل يشهد القرآن لمحمد بمعجزة من هذه المعجزات ؟

إننا نسأل الشاهد الاوحد و المعصوم ، القرآن نفسه ، فعنده " القول الفصل ، و ما هو بالهزل " كما فى غيره ( الطارق 13 – 14 ) .

  ٤٥

الفصل الأول

أنواع المعجزة الحقيقية

توطئة

موقف القرآن السلبى من كل معجزة

( للاستاذ دروزة )

إن المعجزة دليل النبوة الاوحد ، بإجماع الكتب السماوية ، و إجماع المتكلمين فى كل دين . و ينسب القوم فى الحديث و السيرة و الشمائل و المغازى إلى محمد معجزات تفوق معجزات عيسى و موسى و سائر النبيين كمية و قيمة . و أبو بكر ابن العربى فى تفسيره ( أنوار الفجر ) أوصلها إلى ألف معجزة عدا ، و هو يقول : لقد لخصت و اختصرت . و ابن تيمية ، فى كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " ( 4 : 249 ) أوصلها إلى عشرات الألوف ، قال : " و المقصود هنا تواتر أنواع آياته المستفيضة فى الأحاديث أعظم من أمور كثيرة هى متواترة عند الأمة أو عند علمائها و علماء أهل الحديث . و هذا غير الآيات و البراهين المستفادة بالقرآن ... حتى بينوا أن ما فى القرآن من الآيات يزيد على عشرات