٢٦ الفصل الأول

 NONNUS النصيبيي 6 في شكواه ضد فيلوكسينوس مطران نصيبين ، سنة 828 م. ودافع عن مذهب الكنيسة السريانية ضد ثاودورس أبي قرة الملكي 7. وترك لنا عشر مقالات فلسفية لاهوتية في غاية الجودة 8.

وفيها ولد وترهب أنطون التكريتي ، المعروف بالبليغ أو الفصيح ، صاحب الكتاب الموسوم ب "معرفة الفصاحة" الذي وضعه نحو سنة 825 م 9.

وفيها جادل أبو الحسن علي بن الحسين ، الشهير بالمسعودي (المتوفي سنة 345ﻫ/956 م أو 346ﻫ/957 م) ، الفيلسوف السرياني أبا زكريا دنحا ، المؤرخ واللاهوتي ، نحو سنة 313ﻫ/925 م 10.  وتمت هذه المجادلات أحيانا ببغداد وأحيانا بتكريت في "الكنيسة الخضراء"11.  وقال المسعودي : "ورأيت له كتابا في ذكر ملوك الروم واليونانيين ،


6) بخصوص نونا الأرشيدياقن ، راجع "اللؤلؤ المنثور" رقم 155 (ط2 = 423 – 424 وط 3 = ص 340 – 341) ، و BAUMSTARK ص 277 – 278 ، وأبونا ص 393 – 394 .
7) بخصوص أبي رائطة التكريتي ، راجع "اللؤلؤ المنثور" رقم 147 (ط 2 = ص 414 وط 3 = ص 332) ، وجراف ج2 ص 222 – 227 . وانظر أيضا ما نقول عنه في خاتمة الفصل الثامن .
8) حقق جورج جراف مؤلفات أبي رائطة ، وطبعها في لوفان سنة 1951.
Die Schriften des Jacobiten Habīb Ibn Hidma Abū Ra´ita, herausgegeben von George GRAF, in Corpus Scriptorum Christianorum Orientalium, vol. 130. (vol. 131 ― Uebersetzung).
9) بخصوص الربان أنطون التكريتي ، راجع
BAUMSTARK ص 278، و"اللؤلؤ المنثور" رقم 153 (ط2 = ص 418 – 421 وط 3 = ص 336 – 338) ، وأبونا ص 392 – 393 . وانظر مقال الأب الدكتور ميخائيل بريدي
Michael BREYDY, Précisions historiques autour des œuvres d'Antoine de Tagrît et des manuscrits de St. Marc de Jérusalem, in Erkenntnisse und Meinungen, herausgegeben von Gernot WIESSNER, t. 2, coll Göttinger Orientforschungen, I, Reihe : Syriaca, Band 17 (Weisbaden : Otto Harrassowitz, 1979), p.15-52.
10) راجع المسعودي : "كتاب التنبية والإشراف" ، طبعة المستشرق ميخائيل دي خويه
(Michael Jan de GOEJE) ليدن 1894 ص 155. انظر الأب لويس شيخو ، في "المشرق" 12 (1909) ص 484 – 485 ، و"اللؤلؤ المنثور" رقم 177 (ط 2 = ص 443 وط 3 = ص 356 – 357) ، وجراف ج 2 ص 250 – 251 .
11) "الكنيسة الخضراء" هي كنيسة مار أحودمه ، التي بناها المطران دنحا الثاني (688 - 728م) . وفي سنة 495 هـ/1101 - 1102م (على ما جاء في "البستان الجامع") أصبحت الكنيسة جامعا . ثم أعيدت للنصارى فيما بعد . وهي أشهر كنائس تكريت . راجع FIEY (حاشية 2) ص 333 - 334 و 342 (الخريطة) .
حياة أبي زكريا يحيى بن عدي ٢٧

وفلاسفتهم ، وسيرهم ، وأخبارهم"12.

وفيها نبغ ، في منتصف القرن الحادي عشر ، الفيلسوف أبو نصر يحيى بن جرير التكريتي ، المتطبب والمؤرخ ، صاحب "كتاب المرشد" وغيره من الكتب العلمية والتاريخية واللاهوتية 13.

كما أن لأخيه أبي سعد الفضل بن جرير ، طبيب الأمير ناصر الدولة بن مروان ، بعض المؤلفات اللاهوتية ، لا سيما كتاب "تصحيح الكهنوت" المذكور في "كتاب المرشد" لأبي نصر14.

فهذه النجوم الزاهرة في سماء تكريت أقوى دليل على أهمية هذه المدينة في تاريخ الفكر السرياني العربي . فقد ترعرع إذا يحيى في بيئة حملته على الدراسة ، وشجعته على التعمق في المنطق والفلسفة .

ب - إبراهيم بن عدي أخو يحيى

وكان لأبي زكريا أخ شقيق (صنو) ، يعرف بإبراهيم بن عدي الكاتب . وقرأ إبراهيم على الشيخ أبي نصر محمد الفارابي في حلب . وكان الفارابي يملي عليه تفسيره لكتاب البرهان (أو "أنالوطيقا الثاني") لأرسطوطاليس ، على ما ذكر ابن أبي أصيبعة 15. وقال البيهقي إن ابراهيم كان "من أخص خواص" الفارابي ، و "مدون تصانيفه" 16.

ويبدو أن الأخوين لم يكونا متفقين دائما في المذهب الفلسفي . فقد ذكر جمال الدين القفطي (المتوفي سنة 646ﻫ/1248 م) ، في "تاريخ الحكماء" ، مقالتين ليحيى بن عدي ، يرد فيهما على أخيه إبراهيم . والمقالتان مفقودتان ، وعنوانهما :


12) راجع المسعودي (حاشية 10) ص 156.
13) أبو نصر يحيى بن جرير التكريتي تلميذ أبي علي عيسى بن زرعة (المتوفي سنة 1008م) ، تلميذ يحيى بن عدي . وكلهم من أبناء الكنيسة السريانية . راجع ابن أبي أصيبعة ج 1 ص 243 ، وجراف ج 2 ص 259 – 262 .
14) بخصوص أبي سعد الفضل بن جرير ، راجع ابن أبي أصيبعة ج 1 ص 243 ، وجراف ج 2 ص 262 – 263 .
15) راجع ابن أبي أصيبعة ج 2 ص 139/19 – 20 .
16) راجع البيهقي (ت 565ﻫ/1169 – 1170م) : "تتمة صوان الحكمة" ، طبعة محمد شفيع (لاهور 1935) ص 102 .