ولا تزال تلك الأسئلة هى بعينها ما يردده الكثيرون الآن. وما نبتغيه أن تستفيد تلك النفوس الحائرة والمتزعزعة من نور هذه الكلمات التى تحمل الحق الراسخ فتتمتع به وتدخل إلى الشركة مع الله بربنا يسوع المسيح.

 
فبراير ١٩٨٩
ثروت فؤاد
 

مقدمة المؤلف

إن أكثر الأشياء التى ضغطت بقوة على قلبى لكتابة هذه الصفحات، هى تلك السطحية الظاهرة فى اختبارات الكثرة الغالبة من المسيحيين. وإن كنا نتلهف على رؤية النفوس وهى تتمتع بالسلام، لكن هناك خطراً يتربص أمامنا، يلزمنا أن نراقبه، وعلينا أن نصلى حتى لا يستفحل. إنه هذا الخلط التعسفى بين الله ( فيما تكلم ووعد) وبين التدريبات والإختبارات الروحية للنفوس المتجددة.

هذا الخطر لم يصل إلى مداه قدر ما وصل إليه فى زماننا الحاضر- الذى اتسم بالضحالة. ومن الممكن فى هذه الأيام أن تجد الذين يُجيدون التحدث فى الأمور الروحية دون أن يكون فى أنفسهم تجديد حقيقى أو عمل إلهى واضح، وإن وُجد هذا التجديد الروحى فإنما هو باهت اللون، يصعب أن نتبينه فى سلوكهم اليومى.

وهناك عامل آخر يزيد هذه الخطورة، ففيما يختص بحقائق الإنجيل الأساسية تولدت انطباعات مشوشة وخاطئة، وظهرت فى عادات من الفكر غير كتابية وتعبيرات سارية فى الكنائس المعترفة، ونتيجة لذلك امتلأت القلوب بالحيرة والحزن، وتخبطت النفوس فى بلبلة كثيرة. وكان بالإمكان، لولا تلك المفاهيم المغلوطة، أن تتذوق طعم الفرح والسلام فى إيمانها. أليس هذا سبباً فى سلوك الكثيرين سلوكاً معيباً غير مرضى؟ فطالما ليس هناك أساس راسخ تحت أقدامنا فلن يستقيم سيرنا أبداً.

٨     ٩