بدورها عندما سُئلت " هل تذهبين مع هذا الرجل؟ " قالت " أذهب " ومن تلك الساعة انتهت هذه المسألة. فإن كنت أنت بسبب شعورك بالمذنوبية أمام الله، تشتاق أن يكون لك المسيح، فإنك بذلك تكون قد قبلته وأنهيت المسألة حتى ولو كنت تخجل من الاعتراف بإيمانك به - تخجل منه أو تخجل من الآخرين.

من الذى " أحب " ومن الذى " بذل "؟ هذا كله جاء من جانب الله - المحبة والعطية من الله. وبلا شك أنت لا تقبله إن لم تكن مقبولاً عنده. وبلا شك فإن رفقة لم تبك لأن ابراهيم لا يريدها لإبنه زوجة. لكن هب أنها أخذت تبكى بحرارة خوفاً من أنها لا ترضى باسحق زوجاً لها، فماذا كنت تقول لها غير أن كل دمعة تذرفها هى الدليل الذى لا يُنكر على أن قسلبها يحب اسحق فعلاً . . ويالهذه المشغولية بالذات التى تعصف بنا ! ! ليعطنا الرب بساطة الأطفال حتى نتخلص من أفكار قلوبنا الحمقاء.

الصعوبة العاشرة

أنا أعرف أن الأمر كله يتوقف على الإيمان وأنا أحاول أن أؤمن، لكنى لا أستطيع.

دعونا نفحص هذا القول المتكرر عن قرب أكثر. والناس قلما يدركون ما ينطوى عليه من معنى. إن الله قد أعلن عن نفسه بوضوح كامل فى شخص ابنه المبارك الذى تصرف فى هذا العالم فى توافق كامل مع صفاته. وكونك تقول بهذا ، فكأن الله، طبقاً لاستنتاجك، قد تنكر، لمتطلبات ثقتك فى " أن تحاول أن تؤمن به ولا تستطيع " .

وأكثر من ذلك. فإن الرب بعث برسالة خصوصية من السماء بالروح القدس - هذه الرسالة هى الإنجيل لكن هذا الإنجيل - البشارة الطيبة المفرحة التى أرسلها لا تستحق منك القبول، حتى رغم انك طيب وكريم وأنت تحاول أن تؤمن بها، لكنك فى الحقيقة لا تستطيع. مكتوب " آمن ابراهيم بالله " ( رومية ٤‏:٣ ). ويالها من عبارة بسيطة. وبعد ذلك فى عدد ١٩ يخبرنا الكتاب أن ابراهيم لم يعتبر المظاهر الخارجية. لم ينظر إلى نفسه، بل كان أمامه شخص آخر. شخص موثوق فيه حتى انه " آمن أنه قادر أن يفعل ما وعد به " . ومن ثم نقرأ القول" أنه تقوى بالإيمان معطياً مجداً لله " ( رومية ٤‏:٢٠ ).

والآن لنفرض أنه كتب " وحاول ابراهيم أن يؤمن بالله ولكنه لم يستطع " . فياله من فكر خطير عن الله الأبدى الذى لا يقدر أن يكذب.

٤٤     ٤٥