الصعوبة الرابعة عشر

لكن كيف أعلم أن المسيح مات من أجلى؟

مرة كان الكاتب فى جنوب انجلترا وتقابل هناك مع سيدة كانت فى اضطراب عظيم، لأن واحداً أخبرها أن ابنها المجند قد توفى، واسمه كان مكتوباً فى صحيفة يومية. وكان راعى الكنيسة رجلاً عطوفاً فكتب إلى رئاسة القوات المسلحة يستفسر عن صحة هذا الخبر - وجاءه الرد بأن شخصاً آخر يسمى بنفس الإسم قد لقى حتفه، لكن ليس هو الشخص المُستفسر عنه. فإذا كان الله قد كتب قائمة بأسماء الذين مات المسيح عنهم، فكم من الزمن يلزمك لكى تفحص كل هذه الأسماء لكى تتأكد أن اسمك قد ادرج بينها؟ لو قضيت زمان حياتك فإن الوقت يعوزك لتُنجز هذا الأمر. ولو فرض أنك عثرت بالصدفة على اسمك فكيف تقتنع أن هذا الإسم لا يخص شخصاً آخر له اسم يشبه اسمك؟.

لكن شكراً له فإن الله لا يفعل هكذا. إنه يقدم لنا اسم ابنه المبارك، المستحق كل قبول. وكما قال واحد، إنه يقدم أمام قلوبنا شخص المسيح الممجد - وفى عطف محبته، وقيمة دمه، وقوة قيامته، وعندما نؤمن به، يؤكد لنا " أننا لن نهلك بل تكون لنا الحياة الأبدية ".

والسؤال هنا " كيف أستطيع أنا أن أنجو من الهلاك؟ وماذا يستطيع أن يخلصنى لو أن المسيح لم يمت عنى؟ " لا شىء.

وأكثر من ذلك. أجد فى كلمة الله ذلك الإعلان المبارك. يقول الله " صادقة هى الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة " فإن كان ابن الله هو مستحق بهذا الشكل فإنى أستطيع أن أثق به واتكل عليه. ها هى كلمة الله. ويليق بى أنى أثق بها. هى صادقة. هى مستحقة كل قبول. ما هى هذه الكلمة؟ هى " أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة ".

فهل أوصلنى الروح القدس إلى إدراك أنى واحد من الخطاة؟ فها هى الكلمة الصادقة. إنها تعطينى أمام الله حقاً إلهياً لأن أقول " إن المسيح جاء إلى العالم ليخلصنى أنا الخاطئ " لأنى أنا أثق إنى واحد من الذين جاء هو لأجلهم. إنه بموته وحده يستطيع أن يخلصنى ويخلص كل واحد مثلى.

الصعوبة الخامسة عشر

لقد انتظرت طويلاً لعل الله يعطينى فى داخلى علامة لغفران خطاياى وقبولى.

يقول الرب فى يوحنا ٤‏:٤٨ " لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب ". هذا المبدأ طريقة عتيقة تحجز البركة. ومن أين نشأت؟ إنها تنشأ من عدم الإيمان، إنها تنمو حيث تكون الرغبة فى القلب لأن يرى علامة منظورة أو شيئاً يتكل عليه الشعور. شيئاً غير كلمة الله، وغير شخص المسيح وعمله الكامل. وياله مبدأ منعش للنفس أن ترى ذلك الرجل النبيل - خادم الملك الذى من كفر ناحوم الذى كان له ابن مريض مشرف على الموت.

٥٤     ٥٥