الكاملة. لقد كُشفت كل رداءتى ولم يُستر منها شىء. وكلها دينت ولم يُستثن منها شىء. " مجروح لأجل معاصينا " و" أُسلم لأجل خطايانا " والله أقامه من الأموات. وفقط بالإيمان به وبالله الذى أقامه يكون لنا سلام فى النفس.

فليست هى مسألة " نمو من حسن إلى أحسن " وهذا النمو يكون من جانبنا، لأنه إن كان الله لا يخلصنا حتى يرانا أننا صرنا أهلاً لذلك، إذن فلا رجاء لنا. لكنه بدلاً من أن يطالبنا بالوصول إلى درجة معينة من الاستحقاق، رأى أن يعلمنا حقيقتين مخجلتين عن أنفسنا : -

الأولى) مذنوبيتنا
(الثانية) عجزنا

فينبغى أن نتعلم ليس فقط أننا مذنبون، عديمو البر، بل أيضاً أننا ضعفاء عن أن نكون ما نحاول أن نكون عليه.

إنه بعد محاولات التحسين المتكررة وبعد تصميمات للوصول إلى حالة أفضل، وصل كاتب الرسالة إلى أهل رومية إلى العدد السادس من الأصحاح الخامس وطبقها على نفسه: " لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء، مات فى الوقت المعين لأجل الفجار ". هذه العبارة صادفت فى نفسه قبولاً كما يصادف الماء قبولاً عند نفس عطشانة فى أرض ناشفة ويابسة. كل تاريخه الماضى أقنعه بأنه كان " فاجراً "، وكل محاولاته وتصميماته أقنعته بأنه " ضعيف " . لكن الآن يستطيع أن يقول:

الشهد أسقانى وعطشى أروى
بلغنى المنى واللذة القصوى
نفسى التعوبة فرحانة نشوى

الصعوبة الثالثة

أما ينبغى أن أنمو فى النعمة حتى أخلص؟
بمعنى أن أنمو فى النعمة حتى أكون أهلاً للسماء.

هذه الصعوبة تشبه كثيراً سابقتها. والجواب البسيط هو أن نتذكر من جديد أنه بسبب أن خلاصنا يرتكز أولاً وأخيراً على استحقاقات ما عمله المسيح لأجلنا على الصليب، لا يمكن أن يكون هناك نمو فى ما يُعطى المؤمن ضماناً ولا يمكن أن يكون نمو فى أمر الخلاص " من الغضب الآتى " لأنه لا يمكن أن يكون هناك تدرج فى عمل تم فعلاً، وتم كاملاً.

" ظهرت نعمة الله المُخلصة لجميع الناس " ( تيطس ٢‏:١١ ) " واليوم يوم خلاص " ( ٢ كورنثوس ٦‏:٢ ) و" اليوم حصل خلاص لهذا البيت " ( لوقا ١٩‏:٩ ) و " الذى خلصنا . . . بمقتضى القصد والنعمة التى أُ عطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية " ( ٢ تيموثاوس ١‏:٩ ) " وبالنعمة أنتم مخلصون " ( أفسس ٢‏:٨ ).

ويجب أن نعرف أيضاً أنه إلى جانب هذا المفهوم عن الخلاص الحاضر هناك أيضاً خلاص زمنى مستقبل هو خلاص الجسد عند مجىء ربنا يسوع ( فيلبى ٣‏:٢١ ). هذا الخلاص ليس موضوع كلامنا الآن. وهناك خلاص من الضيقات ومن المضايقين ومن المقاومات والتجارب. هذا الخلاص هو ما نسميه خلاص كل يوم " إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله . . . فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته " ( رومية ٥‏:١٠ ).

١٠     ١١