وفى لحظة واحدة تغير وجه الفتاة كأن سحابات من النور أنارت قلبها. وفعلاً كان هناك عمل إلهى. لأن أباها كتب عن ابنته يقول: " هى الآن حيث لا تستطيع سحابة أن تغشى سماءها أو أن تحجب سيدها ولو إلى لحظة عن عينيها " .

ليت الرب يعطيكم من ضياء مجد نعمته ما يبدد القلق من قلوبكم حتى تدركوا أن الله لا يطلب فيكم صلاحاً من جهة الماضى كما لا يطالب بأن تصمموا على أن تبلغوا درجة من الاستحقاق فى المستقبل. لكنه يريدكم أن تعرفوا الكثير عن استحقاقات ابنه الحبيب يسوع المسيح.

هو الرب - الوتد المثبت فى موضع أمين ونستطيع أن نُعلق عليه رجاءنا بكل ثقة. إن سقط هذا الوتد فلابد أن يسقط كل ما علق عليه من آنية ذهبية أو فخارية. وسلامة هذه الآنية المعلقة ليست فى نوعها أو ثمنها بل هى تعتمد على ثبات الوتد - اقرأ أشعياء ٢٢‏:٢٣ ).

فليثق كل واحد فيه لأنه يستحق ذلك وليتمسك كل منا بكلمتة حتى تكون البركة من نصيبنا. " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يوحنا ٣‏:١٦ ).

الصعوبة الخامسة

جربت أن أكون فى سلام مع الله، لكننى لم أشعر بالراحة وأخشى أن أكون قد حاولت بطريقة خاطئة.

لا يوجد شىء اسمه " حاولت بطريقة خاطئة " لأجل أن تكون فى سلام مع الله. أولاً أنت لست فى حاجة إلى المحاولة إذا أنت استطعت، وثانياً أنت لا تستطيع إن أنت أردت. لأنك لكى تكون فى سلام مع الله من جهة خطاياك معناه أن تواجه مطاليبه العادلة من جهتها وأن تحمل دينونته العادلة ضدها. فمن هو الكفء القادر على أن يتخذ مثل هذه المواجهة؟ طبعاً ولا واحد. وشكراً لله لأنه لم يطلب من أحد أن يفعل هذا. لأن العمل كله من جانب واحد خارج الإنسان. المسيح هو الذى " صنع الصلح بدم صليبه ". والروح القدس المرسل من السماء الآن " يبشرنا بالسلام بربنا يسوع المسيح ". إنه بالإيمان بما عمله المسيح يمكن أن يكون لنا سلام. " إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح " . ( رومية ٥‏:١ ).

إن أكثر الناس يقصدون من وراء قولهم " حاولنا أن نكون فى سلام مع الله " أى أنهم حاولوا إرضاءه أو كسب عطفه بعمل صالح يشفع لهم عنده كما فعل يعقوب لكى يستدر رضاء عيسو أخيه. قال " استعطف وجهه بالهدية السائرة أمامى وبعد ذلك أنظر وجهه عسى أن يرفع وجهى " ( تكوين ٣٢‏:٢٠ ). إنهم يتمنون ولكنها مجرد أمانى لعل وعسى أن يتجاوز الرب - بحسب تفكيرهم - عن خطاياهم السالفة، ويأخذهم إلى السماء. ولكن هل الخطية والتكفير عنها بمثل هذه السهولة؟ انهم

٣٠     ٣١