الصعوبة العشرون

إننى لا أحب الله كما يجب، لو كنت أجد فى نفسى فقط الكثير من ثمر الروح لشعرت بشىء من الراحة فى القول إننى أرجو أن أكون مُخلصاً.

إن نصف المشاكل تقريباً التى تتعرض لها النفوس القلقة، تأتى من جراء الخلط بين عمل الروح فينا - والذى لن يتوقف طالما نحن هنا فى هذه الخيمة - وبين عمل المسيح الذى أكمله على الصليب لأجلنا.

وعندما يقرأون " وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناه " ألخ . . فمتى اكتشفوا فى أنفسهم هذه الثمار، فإنهم يظنون بأن ذلك يعطيهم أساساً لاعتبار أنفسهم مؤمنين مخلصين. بل وأكثر من ذلك، فإنهم يعتقدون أن حضور الروح القدس فيهم يجعلهم فى شعور إنهم ممتازين، ومتى شعروا بخلاف ذلك فسرعان ما يتصوروا أنه لا نصيب ولا قرعة لهم فى هذا الأمر. وكل من هذين الوضعين خاطئ تماماً.

" إنه لا يجعل نفوسنا أن تقول،
اللهم أشكرك إذ أشعر فى نفسى بالاستحسان
ولكنه يحول العين إلى طريق آخر
إلى يسوع ودمه " .

لم يكن موسى مشغولاً بلمعان وجهه، ولا اسطفانوس كذلك، مع أن الآخرين رأوا المجد يسطع من وجهيهما. إن ثمر الروح يظهر فينا بوضوح كلما كانت مشغوليتنا بالمسيح نفسه،

وبما عمله لأجلنا وما يعمله كذلك. وعندما تكف مشغوليتنا بأنفسنا سواء فى حسنها أو قبحها وتنصرف إليه وحده، فكل ما ينبع من المشغولية بذواتنا والانحصار فيها يلزمنا أن ننحيه جانباً. وهذا يكون بالنظر إلى مجده فنتغير إلى صورته " من مجد إلى مجد كما من الرب الروح " ( ٢ كورنثوس ٣‏:١٨ ).

سمعت عن سيدة مسيحية ظلت مشغولة بمحبتها للمسيح، وأخيراً انتهت إلى هذه النتيجة أنها لا تحبه. حاولت أخت أن تشجعها وتعزيها ولكن بلا فائدة، فتركتها فى الفراش واتجهت نحو النافذة، وكتبت على قصاصة من الورق هذه الكلمات: ( إننى لا أحب الرب يسوع المسيح ). ثم سلمت هذه القصاصة مع القلم لتلك النفس المضطربة، وقالت لها بهدوء أيمكنك أن تضعى اسمك فى هذه الورقة؟ فأجابت على الفور وبلا صعوبة سأمزق هذه الورقة ! .

كيف حدث هذا؟ وما الذى جعلها تغير لهجتها فوراً؟ والحقيقة أنها كانت تؤمن بالمسيح وتحبه، ولكنها كانت تعتمد على شعورها بحالتها من نحو الرب أكثر من النظر إليه فى كمال استحقاقه من جهتها.

إن مقياس حبنا للمسيح هو مدى تقديرنا لمحبته من جهتنا ( ٢ كورنثوس ٥‏:١٤ ، ١ يوحنا ٤‏:١٩ ).

٦٦     ٦٧