Home   Revelation   Muhammad   Islam   Government   Trinity   Gospel   Scripture   Urdu   Audio   Resources   Arabic   Farsi   Русский   German   Chinese
  News   Terrorism   الحيـاة الأفضـل   Qur'an   الطريق إلى الجنة   Jesus   Books   Sacrifice    

Hadith

 

Search

  عربى   فارسى   Türkçe   Español  

Maps

 
الزكاة
ما هو معنى الزكاة عند المسيحيين وكيف نوفي به؟

  كم من الزكاة يجب أن ادفع؟ كم أعطي للرب وبكم احتفظ لنفسي؟
ماذا تعني "لنا وعلينا"؟ إن كل ما يملكه المؤمن ملك للخالق فليس من شيء خاصته بل انه وكيل على كل ما يمتلك من مال وغيره، حتى أن الإنسان نفسه ملك للرب. فعندما نعطي زكاتنا لا نقرض الرب أية أموال بل نقدم له مما أعطانا وهذا اعتراف وإعلان انه مالك كل ما نملك‫.
  أتعني أن اقدم كل ما املكه للرب؟ من أين أعيش وآكل؟
لم اقصد أن تعطي الرب كل ما تملكه لكن هناك أناسا يشعرون أن ما معهم من مال هو ملكهم وانهم حين يدفعون زكاتهم يقرضون الله قرضا حسنا أي يصنعون جميلا مع الله وهذا غير مرض لدى الله. لا نقول أننا نعطي الرب ما له ونأخذ ما لنا لأنه هو تعالى مصدر كل العطايا ونحن وكلاء على كل ما يعطينا وهذا ما قاله بولس الرسول  في رسالته الأولى لأهل كورنثوس الأصحاح 4 والآيات 1-2: "فلينظر إلينا الناس باعتبارنا خدام المسيح ووكلاء على أسرار الله، والمطلوب من الوكلاء أن يوجد كل منهم أمينا‫."
  لكن أليس من نسبة معينة يمكن على أساسها أن يعطي المرء زكاته؟
تعلمنا التوراة (العهد القديم من الكتاب المقدس) أن الزكاة اسمها العشور إذ يطلب من كل واحد أن يعطي عُشر ماله ومدخوله ومحاصيله زكاة لبيت الله. لكن السيد المسيح لم يحدد نسبة معينة بل نقرأ في رسالة الرسول بولس الثانية لأهل كورنثوس الأصحاح 8 والآيات 12،13: "فمتى وجد الاستعداد يقبل العطاء على قدر ما يملك الإنسان لا على قدر ما لا يملك. وليس ذلك بهدف أن يكون الآخرون في وفرة وتكونوا أنتم في ضيق، بل على مبدأ المساواة‫."
  وما المقصود بهذه الآية؟
تحدد هذه الآية شروط الزكاة فنجد الشرط الأول هو أن يكون العطاء  من القلب إذ تقول "متى وجد الاستعداد والمقصود أن يعطي المرء من كل القلب وليس من منطلق الواجب وان يكون لديه الاستعداد من غير ضغط من أحد وإذا توفر هذا الشرط يكون العطاء مقبولا عند الله. ونقرأ في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس الأصحاح 9 والآيات من 6، 7: "هذا وان من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد. كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الله." فالذي يعطي من القلب يفيض قلبه بمحبة لمشيئة الله أن تؤكد كل المال الموجود بين أيدينا هو ملك لله وأن الله سيسدد كل احتياج لدينا. أما الشرط الثاني في الآية التي قرأناها ليس لها حد معين بل هي مقبولة بحسب قدرة المرء كما تذكر الآية: "يقبل العطاء على قدر ما يملك الإنسان" أي يمكن أن نعطي عشر مدخولنا أو ربما اكثر من ذلك بحسب ما نرغب والرب يراقب كل اتجاهات قلوبنا وأعمال أيدينا‫.
  إن كانت كل هذه الأعمال بحسب رغبتنا فلماذا يراقبها الرب؟
هناك أناس على سبيل المثال ينعمون ببحبوحة ووفرة ويرون احتياج الآخرين من حولهم لكنهم يقولون في نفوسهم: "ذهبنا الكنيسة في أول الشهر ودفعنا ما علينا من عشور (زكاة) ولسنا ملزمين أن نعطي المزيد". فتخيل وجود شخص مريض قربهم ولو قدموا له ثمن العلاج لربما أنقذوه من الموت وهذا الثمن لن يؤثر على البحبوحة التي يتنعمون بها، ألن يرى الله تعالى أفعالهم واتجاهات قلوبهم؟
  قال السيد المسيح لرجال الدين: "أعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شئ يكون نقيا لكم." فماذا قصد بذلك؟
كان لدى رجال الدين هؤلاء مال كثير جمعوه بطرق غير صحيحة إذ استغلوا مركزهم وثقة الناس فيهم وخوفهم من سلطتهم فتاجروا بالدين وجمعوا الأموال من احتياج الناس وليس من زكاتهم ولذلك ربط السيد المسيح زكاتهم بكل هذا المال الذي حصلوا عليه بطرق غير طاهرة فأمرهم أن يعطوهم صدقة ليكون كل شيء لديهم نقيا. وينطبق هذا المبدأ على كل من يجمع مالا ليس من حقه مما يستوجب إعطاء هذا المال لمن يستحقه لينال ذاك الشخص طهارة ونقاوة في أمام الله. كذلك نقرأ إنجيل لوقا الأصحاح 21 والآيات من 1-4: "وتطلع فرأى الأغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة. ورأى أيضا أرملة مسكينة ألقت هناك فلسين. فقال بالحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة ألقت اكثر من الجميع لان هؤلاء من فضلتهم ألقوا في قرابين الله، وأما هذه فمن أعوزها ألقت كل المعيشة التي لها‫."
  كيف تزكي هذه الأرملة بكل ما عندها ومن أين تعيش؟ ألم نقرأ في الآيات السابقة أن العطاء يقبل على قدر ما يملك الإنسان؟
أتذكر الآن كلام السيد المسيح مع تلاميذه في إنجيل لوقا الأصحاح 12 والآيات من 29-31: "فلا تطلبوا انتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا. فإن هذه كلها تطلبها أمم العالم. وأما انتم فالله يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه بل اسعوا لدخول مملكة الله وهذه كلها تزاد لكم." ويقصد السيد المسيح هنا أن الله بنفسه سيهتم بنا وهو عارف كل ما نحتاجه وسيعطينا إياه في وقته وليس من داع للقلق. لكن أول ما نسعى إليه ونطلبه هو إرضاء الله وهذا ما فعلته تلك الأرملة إذ لم تقلق من ناحية أي شيء بل آمنت أن الله سيهتم بها ويوفر كل احتياجها لذلك أعطت كل ما لها وهي مطمئنة. كما نقرأ في الآية التالية رقم 33: "بيعوا مالكم واعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس." فإننا بزكاتنا نعمل لنا كنوز في السماء وهي كنوز غير فانية‫.
  لكني سمعت من البعض انه يجب أن أعطي المقربين مني أولا فهل هذا صحيح؟
السؤال الأهم هو إن كانوا محتاجين فعلا أم لا. ومن المهم أيضا أننا نعطي من دون أن نتوقع استعادة ما نعطيه ثانية وهذا ما نجده في إنجيل لوقا الأصحاح 6 والآيات 33-34: "وإذا أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأي فضل لكم، فان الخطاة أيضا يفعلون هكذا  . وان أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأي فضل لكم، فان الخطاة أيضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل‫."
  هذا صحيح فمرات عديدة أجد والدي يبحث عن الشحاذين والمحتاجين عند الأضرحة ويعطيهم ليأكلوا وكم سمعتهم يدعون له بالخير وينظرون إليه باحترام وينعتونه بالصلاح‫!!
علينا أن نكون حذرين في هذا الأمر لأن الكتاب المقدس يحذرنا من الصدقة التي نقدمها علانية ويقول السيد المسيح لتلاميذه في إنجيل متى الأصحاح 6 والآيات من 1-4: "احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم اجر عند الله الذي في السموات.  فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراءون في المجامع وفي الأزقة لكي يمجدوا من الناس. الحق أقول لكم انهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء. فالله الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية‫."
  وما المقصود من هذه الآيات؟
ما قصده السيد المسيح هو أن هناك أناسا يحبون سماع المدح لذا يعطون صدقاتهم في الطرق مظهرين أعمالهم أمام الجميع لينالوا كلمات المديح والاحترام فليس لمثل هؤلاء اجر في الجنة. لكن الصدقة الحقيقية هي التي تقدم في الخفاء لدرجة أن يدنا اليسرى لا تعرف ما أعطته يدنا اليمنى وبذلك لا يرى عملنا سوى الله تعالى وهو يكافينا علانية‫.
  ما موقف الكتاب المقدس من أولئك الذين يحبون الأخذ اكثر من العطاء؟
يقول الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل الأصحاح 20 والآية 35: "في كل شيء أريتكم انه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات السيد المسيح انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الأخذ." أي انه يجب على المعطي أن يكون سعيدا لأنه يطيع الروح القدس الساكن فيه ، فالذي يأخذ الصدقة ينال بركة أرضية لكن الذي يعطي الصدقة يأخذ بركة سماوية. كذلك قد يكلمنا أحيانا الروح القدس أن نعطي أناسا لا يبدو على شكلهم الخارجي علامات الاحتياج لكن الله تعالى عارف باحتياجهم ويفرح بطاعتنا له وارضاء صوت روحه القدوس الساكن فينا. فعلينا دوما أن نصغي لكلام الروح القدس ونطيعه في إعطاء عشورنا أو زكاتنا. ويقول الكتاب المقدس في سفر ملاخي من العهد القديم الأصحاح 3 والآية 10: "هاتوا جميع العشور إلى بيتي ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السموات وافيض عليكم بركة حتى لا توسع." وهكذا يؤكد لنا مرة أخرى أن مقابل كل صدقة نعطيها فيض من الخيرات والبركات السماوية أكثر مما نطلبه أو نحتاج إليه‫.
أدعوك أن تكون عطّاء لأنك بعطائك تأخذ بركات من السماء ويسدد الله كل احتياجاتك بغنى وإن كنت تشعر بتقصير من هذه الناحية يمكنك أن تصلي الآن‫:
‮"‬يا رب أسألك أن تسامحني إذا كنت بعدم إيماني وجهلي لغنى كرمك كنت أحاول أن اضمن مستقبلي بيدي وكنت ابخل عن احتياج الناس من حولي. لكني يا رب أجدد عهدي معك من اليوم طالبا أن تعطيني الإيمان الكافي لكي أعطي حتى من احتياجي لاخوتي واثق انك قادر أن تسدد كل احتياجي في الأيام المقبلة. اجعلني يا رب أمينا على كل الأموال التي احصل عليها عارفا أنها ملك لك وان يكون زكاتي للفقراء والمحتاجين اعترافا مني بكرمك علي واحساناتك غير المحدودة، أطلب هذا منك باسم المسيح. آمين‫."