Home   Revelation   Muhammad   Islam   Government   Trinity   Gospel   Scripture   Urdu   Audio   Resources   Arabic   Farsi   Русский   German   Chinese
  News   Terrorism   الحيـاة الأفضـل   Qur'an   الطريق إلى الجنة   Jesus   Books   Sacrifice    

Hadith

 

Search

  عربى   فارسى   Türkçe   Español  

Maps

 
المرأة
من هي المرأة وما هو مقدار كرامتها ومكانتها في المسيحية؟
تخبر إحدى الصديقات أن زميلة لها في العمل كانت متهمة باختلاس مبلغ من المال كان في عهدتها. وخلال جلسة المحكمة رفض القاضي شهادة سيدة أخرى تثبت براءة المتهمة والسبب أنها امرأة وليست رجلا وقال أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل. فلو كان هناك من رجل ليعطي شهادته لقبل القاضي بتلك الشهادة ولثبتت براءة تلك الموظفة‫.

  أليس هذا ظلما؟؟‫!!
بالطبع فالله من بداية الخليقة كرّم المرأة ولم يعطها مكانة أقل من الرجل أي أنه جعل الاثنين متساويين في كل الحقوق والواجبات. ونقرأ في سفر التكوين الأصحاح 2 والآية 18 كيف أن الله أظهر قيمة المرأة ومكانتها من الرجل والمجتمع: "وقال الرب الإله ليس جيدا أن يكون آدم وحده فاصنع له معينا نظيره." علم الله أن وجود آدم لوحده متعب وليس جيدا لذلك قرر أن يصنع له معينا، أي مساعدا يساعده على متاعب الحياة، ونظيرًا أي مساويا له في كل شيء. فالمرأة مخلوق كامل كالرجل تماما ولا ينقصها شيء. لكن مجتمعاتنا العربية أخذت شرائعها من عادات عربية قديمة ولم تكن هذه العادات تعطي المرأة نفس حق الرجل في المجتمع أي اعتبرت المرأة أقل من الرجل‫.
  لكن لماذا لا تعط هذه العادات المرأة حقا كاملا في المجتمع؟ ألا تتمتع المرأة بعقل كامل كالرجل؟‫!
بالطبع فعندما خلقها ربنا أعطاها عقلا كاملا لكن كان للمرأة الدور الأول في الخطية، الخطية التي عملها أبونا آدم عندما أكل من الشجرة وعصا الرب. فقد استطاعت الحية أو الشيطان أن تغري حواء بعمل الخطية وتجعلها تأكل أولا من ثمر الشجرة ثم تعطي آدم. ومن كلام الكتاب المقدس نعرف أن الرب أعطى حكما لكل واحد من شخصيات قصة الخطية الأولى التي نقرأها في سفر التكوين الأصحاح 3 والآيات من12-16: " فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت. فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذي فعلت؟ فقالت المرأة الحيّة غرّتني فأكلت.  فقال الرب الإله للحيّة لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية، على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك.  واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه.  وقال للمرأة تكثيرا اكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادا، والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك." من هذه الآيات نعرف حكم الله على المرأة. فقد حكم الله على المرأة أن يسود زوجها عليها فنجد انه تأديب من الله أن يكون للمرأة الدور الثاني في الأسرة فلا تكون متساوية مع الرجل بعد أن خلقها الرب من أحد أضلاع آدم من جنب قلبه أي كان هناك حب بينهما‫.
  كيف يفعل الرب ذلك؟ ألم يقل انه سيخلق لآدم امرأة تكون معينا نظيراً له أي متساوية معه؟ هل رجع الله تعالى في كلامه؟
حاشا أن يرجع الله في كلامه لكن أمنا حواء هي التي رجعت في كلامها ولم تسمع كلام الرب. فلو آمنت أن في الشجرة التي أكلت منها موتا روحيا لها وانفصالا عن الله الذي أعطاها الكرامة وخلقها كالرجل لما أكلت لكن إبليس اللعين هو الذي أغواها وأقنعها أنها لو أكلت من الشجرة لن تنفصل عن الله، وأن الأكل من هذه الشجرة حق لها ولآدم. فكانت المسكينة ضحية لخدعة إبليس وهكذا خسرت مساواتها بالرجل بسبب إبليس ومع مرور الوقت استخدم إبليس هذا الحكم ضد كل النساء وجعل الرجال يعتبرونهن كائنات تحت سلطانهم وبدأ الموضوع يبدو حقيقة مسلم بها. فكانت النتائج هي ما نشهده اليوم أن المرأة ناقصة عقل ودين وليس لها أن ترث كالرجل بل نصف ما يرث وما إلى هنالك من أمور نشهدها في مجتمعاتنا التي لا تعطي المرأة حقها الكامل. كذلك خسر الرجل التمتع بعلاقته بالمرأة على الشكل التي خلقها الله من اجل آدم. فالله عندما خلق حواء قال: "ليس جيدا أن يكون آدم وحده. فاصنع له معينا نظيره." وهكذا بدل أن يجد آدم معينا ونظيرا له يساعده ويقف إلى جانبه، أصبح له منافس يحاول أن يكسب الحرب الفكرية ويتغلب على الوضع الذي فُرض عليه. ومع مرور الوقت كانت النتيجة ان كلاّ من الرجل والمرأة أخذ شكلا جديدا وهدفا جديدا غير الذي خلقه الله من اجله واصبح هناك نوعا من العداوة والاحتياج الجسدي بينهما وكان هذا هدف إبليس الذي أراد أن يفرق الاتحاد الصحيح الذي أوجده الله تعالى في بداية الخليقة‫.
  وهل سيبقى الوضع على هذه الحال؟
بالطبع لا، فنحن نعلم أن ربنا رحيم فرحمته ترافق عدله دوما. فبعد أن أصدر حكمه العادل على كل واحد اشترك في قصة العصيان، أعطى الحل للمشكلة التي وضع الإنسان نفسه فيها وقال للحية أن نسل المرأة سيسحق رأسها وأن الحية أو إبليس سيسحق ذيل هذا النسل‫.
  وما الذي قصده الرب في ذلك؟
المقصود انه من نسل المرأة سيخرج الذي سيغلب إبليس وينتصر على مكايده وهذه هي نبوة عن السيد المسيح له المجد الذي ولد من مريم العذراء والذي من خلاله رجعت للمرأة كرامتها وعادت للشكل الذي خلقها الله عليه وأصبحت والرجل واحد من جديد وذلك عن طريق صليب المسيح الذي به دفع ثمن عدل الله ولُغي الحكم الذي صدر على المرأة وهو أن يسود الرجل عليها وبطًل الكلام الذي نسمعه مرات عديدة أن "الرجال قوّامين على النساء". أصبحت المرأة من جديد معينا نظيرا للرجل وعادت المحبة والتآلف لعلاقتهما من جديد‫.
  لكن نقرأ في الكتاب المقدس في رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس الأصحاح 11 والآية 3: "ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح. وأما رأس المرأة فهو الرجل." فكيف تقول إن المرأة كالرجل وانهما متساويان؟
إن المساواة موجودة لكن الله خلق حواء لمهمة معينة وهي أن تكون معينا نظيرا، وخلقها من ضلع آدم أي هي جزء منه وهذا الجزء من جنب قلبه لكي يكون هناك حب بينهما. لم يخلقها من رأسه فلا تكون هي الرأس، ولا خلقها من رجليه فلا يدوس آدم عليها. لقد جعل الله ترتيبا معينا في خليقته لأن الله إله ترتيب ولكل أمر نظام معين، والنظام هو أن الله رأس كل شئ، والإنسان رأس لكل ما من حوله من طبيعة وحيوانات، والرجل رأس المرأة أي هناك خضوع من المرأة للرجل لكن هذا الخضوع فهو عن محبة وحرية من دون إكراه. فالمرأة تخضع بالفطرة لكن إبليس أحب أن يغير من هذه الفطرة فجعل المرأة تسعى أن تجد أية طريقة لتصبح هي الرأس. هذه هي خطط إبليس أن يفسد كل ترتيبات الله وأنظمته في خلقه. ونقرأ في نفس الأصحاح من رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الآيات 11،12: "غير أن الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب، لأنه كما أن المرأة هي من الرجل هكذا الرجل أيضا هو بالمرأة، ولكن جميع الأشياء هي من الله." فالرجل والمرأة يكملان بعضهما وليس واحد أعلى من الآخر فكلاهما متساويان في الحقوق ولكن في ترتيب وكل واحد يخضع للآخر في محبة وهذه المحبة هي المحبة التي وضعها المسيح في قلبيهما أي المحبة الإلهية الخالية من كل شهوة أو مصلحة أو احتياجات جسدية. إنها محبة الروح للروح. إذا فإن حل مشكلة المرأة، التي هدر حقها بسبب إبليس من البداية وأكمل عمله من خلال معتقدات لا أساس من الصحة، هو في السيد المسيح الذي يقول عنه الكتاب المقدس إن فيه أي في المسيح كل الناس متساوون ولهم نفس النصيب في الجنة. ونقرأ في رسالة بولس الرسول لأهل غلاطية الأصحاح 3 والآيات 27،28: "لأنكم جميعا اتحدتم بالمسيح فلبستم المسيح. لا فرق الآن بين عبد وحر بين رجل وامرأة، فأنتم كلكم واحد في المسيح يسوع‫."
فالدعوة مفتوحة لكل أخت أو أم أو ابنة تشعر أن حقها مهدور في مجتمعها أو أسرتها أو في أي مجال من مجالات حياتها أن تعرف أن الحل في السيد المسيح له المجد الذي أتى إلى العالم ليرجع لها مكانتها الأولى كمعين ونظير للرجل كما خلقهما الله في البداية. أدعوك لقبول المسيح منقذا لحياتك‫:
‮"‬يا رب أنا عرفت انك عادل وأنك لم تصدر حكما بتسلط الرجل على المرأة من دون أن يكون هناك حلا لمشكلة سقوطها. أشكرك من اجل السيد المسيح الذي من خلاله اصبح لكل امرأة في العالم مساواة مع الرجل من غير اختلاف. أشكرك لأنك أرجعت المحبة والتآلف بين خليقتك واسألك أن تسامحني على كل نظرة خاطئة للعلاقة بين الرجل والمرأة. علمنا أن نخضع بعضنا لبعض في محبة. أطلب منك أنا النادم عن ذنوبي أن تقبلني مع كل الذين رضيت عنهم عن طريق المسيح يسوع. آمين‫."